من طرف ترانيم الأمل الإثنين أبريل 23, 2012 8:06 pm
رأيت ظلاماً عظيماً بمد البصر بل إني لاأرى منتهاه ,, كان يخرج من هذا الظلام لهب يرتفع في السماء ثم ينخفض
رأيت ناراً تخرج منه أقسم أنها تحطم أي شيء يقف أمامها من الخلق .. آه من يصبر عليها ... ومن أشعلها ..!
نظرت عن يمين هذه الظلمه فرأيت بشراً أعجز عن حصرهم , كانوا عراة لاشيء يسترهم رجالاً ونساء.. وكانوا يموجون كموج البحار من كثرتهم وحيرتهم وكانوا يصرخون صراخاً يصم الأذان.
وبينما أنا مذهول بما أراه , سمعت ذاك الرجل يناديني : بدر.. نظرت إليه وكدت أبكي.. قال لي : هيا أنزل ...
إلى أين ..؟!
أنزل إلى هؤلاء الناس .
ولماذا ...؟ ماذا فعلت حتى أكون معهم !
قلت لك أنزل ولاتناقشني .. توسلت إليه ولكنه جرني حتى أنزلني من الجبل.. ثم ألقى بي بينهم..
والله مانظروا إلي , ولا أهتموا بي فكل واحد منهم مشغول بنفسه.. أخذت أصرخ وأنادي وكلما أمسكت واحد منهم هرب مني .. أردت أن أعرف أين أنا ومن هؤلاء البشر!
فكرت أن أرجع إلى الجبل .. فلما خرجت من ذاك الزحام رأيت رجالاً أشداء ضخام الأجسام تعلوا وجوههم الكآبه ويحملون في أيديهم مطارق لو ضربوا بها الجبال لذابت , يمنعون الناس من الخروج
أحترت وصرت أنظر حولي أصرخ وأصرخ وأقول ياالله أين أنا ؟ ولماذا أنا هنا وماذا فعلت ..؟ أحسست بشيء خلفي يناديني إلتفت فإذا هي أمي , فصحت أمي أمي ..والله ماألتفتت إلي.. صرت أمشي في الزحام أدفع هذا وأركل هذا أريد أن أصل إلى أمي , فلما دنوت منها ألتفتت إلي بنظره لم أعهدها... ( كانت أم حانيه ..وكانت تقول لي يابدر والله لو صار عمرك خمسين فإني أراك أبني الصغير ..كانت تداعبني وتلاطفني كأني إبن ثلاث سنين ..) آه مالذي غيرها ..!
أمسكت بها وقلت لها : أمي أنا بدر أما عرفتيني؟ قالت يابدر هل تستطيع أن أن تنفعني بشيء؟؟ قلت لها : ياأمي هذا سؤال غريب ؟؟ أنا أبنك بدر أطلبي ماشئت ياحبيبتي ...
يابدر أريد منك أن تعطيني من حسناتك فأنا في حاجه إليها ... / حسنات وأي حسنات ياأمي ..
يابدر هل أنت مجنون ؟ أنت الآن في عرضات القيامه أنقذ نفسك إن إستطعت ..
آه هل ماتقولينه حقاً ... آه ياويلي ماذا سأفعل !! وهربت وتركتني وما ظمتني ورحمتني .
عند ذلك شعرت بما يشعر الناس إنها ساعة الحساب إنها الساعة .. صرت أبكي وأصرخ وأندب نفسي . آه كم ضيعت من عمري.. الآن يابدر تعرف جزاء عملك .. الآن يابدر تنال ماجنته يداك
تذكرت ذنوبي وماكنت أفعله في الدنيا.. صرت أحاول أن أتذكر هل لدي حسنات لعلي أتسلى بها .. ولكن هيهات.. تذكرت ماكنت أفعله قبل قليل من رؤية المواقع السافله في الإنترنت .. آه ليتني لم أفعل ولكن الآن لن ينفعني الندم إي والله .وبينما أنا في تفكيري سمعت صارخاً يصرخ في الناس .. أيها الناس هذا رسول الله محمد إذهبوا إليه.. فماج الناس كما يموج الغريق في البحر وصاروا يمشون خلف الصوت ,, لم أستطع أن أرى شيئا, كان الناس كأنهم قطيع هائل من الأغنام يسيرون مرة يمينا ومرة شمالا ومرة للأمام يبحثون عن الرسول عليه السلام .
وبينما نحن نسير رأيت أولئك الرجال الأشداء وهم يدفعون الناس دفعا شديدا والناس تحاول الهرب ولكن هيهات , كل من حاول الهرب ضربوه على وجهه بتلك المطارق فلو شاء الله لذاب منها , وصار الناس يتساقطون في تلك الظلمة أرتالاً أرتالا ورأيت بعضهم يجر برجليه فيلقى فيها .
ومنهم من يسير من فوقها ! إي والله يسيرون من فوقها على جسر وضع عليها وكانوا يسيرون بسرعه عجيبه ولا أدري إلى أين يسيرون غير أني كنت أرى أنه في أخر تلك الظلمة من بعيد جداً كنت أرى نوراً يصل إليه أولئك الذين يسيرون من فوق الجسر . وفجأه رأيت الناس يقولون هذا رسول الله .. فنظرت فرأيت رجلاً لابسا عمامة بيضاء وعليه عباءة بيضاء ووجهه كأنه القمر وهو ينظر في الناس ويقول : اللهم سلم سلم
فتدافع الناس عليه فلم أستطع أن أراه بعد ذلك . وكنت أقترب من تلك الظلمة شيئاً فشيئا والناس يصرخون كلهم لايريد الدخول فيها , فعلمت أنها النار.. نعم إنها جهنم التي أخبرنا عنها ربنا في كتابه ,, إنها التي حذرنا منها رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ولكن ماذا ينفعني علمي بذلك الآن ,, فها أنا أجر إليها .. صرخت وصرخت النار .... النار ..... النار ... النار
بدر ... بدر ... بدر وش فيك ؟
قفزت من فوق السرير وصرت أنظر حولي..
بدر وش فيك حبيبي !
كانت أم خالد إنها زوجتي أخذتني وقالت : وش فيك بسم الله عليك..
مافي شيء ... مافي شيء
كنت تصرخ ياأبو خالد النار النار شفت كابوس بسم الله عليك !
كنت أتصبب عرقاً مما رأيته . رفعت الفراش.. وقمت من فوق السرير , فتحت الباب وصرت أمشي في الغرف ذهبت إلى غرفة خالد وإخوانه أضأت النور فإذا هم نائمون دخلت إليهم قبلتهم واحداً واحدا , وكانت أم خالد على الباب تنظر بتعجب؟ وش فيك يا بو خالد !! أشرت إليها بالسكوت حتى لاتوقض الأولاد أطفأت النور وأغلقت الباب بهدوء .
جلست في الصالة أحضرت لي كوب ماء .. شربت الماء ذكرتني برودته بشدة الحر الذي رأيته في ذلك المنام .. ذكرت الله وإستغفرته ..
يا أم خالد .../ سم حبيبي ..
أبيك من اليوم ورايح تعاونيني على نفسي أنا من اليوم إن شاء الله بكون من أهل الخير ..
الله يا أبو خالد وش زين هالكلام .. الحمد لله الذي ردك للخير
كيف نغفل يا أم خالد الله يتوب علينا والحمد لله الذي بصرني والله يثبتنا على الخير .
إنتهت القصه .... فهل من معتبر قبل فوات الأوان ....
نسأل الله لأبو خالد الثبات على الحق ..
وأن يجعلنا جميعا من الفائزين بالجنة وأن يجيرنا من النار